شقاوة ولا اضطراب فرط الحركه وتشتت الانتباه ؟ للبالغين

فرط النشاط ونقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) لدى البالغين يمكن أن يساء فهمه أو تصنيفه بشكل خاطئ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين هذه الحالات وبين مجرد الشقاوة أو الاضطراب المتعمد. في حين أن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال قد تبدو أكثر وضوحًا ومباشرة في التعرف عليها نظرًا لطبيعة أنشطتهم وبيئاتهم، إلا أنه عند البالغين، يمكن أن تكون هذه المظاهر أكثر دقة أو مقنعة من خلال السلوكيات المكتسبة وآليات التكيف. يعد فهم الفروق الدقيقة في هذه الأعراض أمرًا بالغ الأهمية للتشخيص والإدارة المناسبة.

فرط النشاط عند البالغين

فرط النشاط لدى البالغين لا يظهر دائمًا على أنه عدم القدرة النمطية على الجلوس ساكنًا. وبدلاً من ذلك، قد يظهر على شكل قلق شديد، أو حاجة مستمرة للحركة، أو الانخراط في مهام متعددة في وقت واحد دون إكمالها. قد يتململ البالغون بشكل مفرط، أو ينقرون بأيديهم أو أقدامهم، أو يجدون أنفسهم يستيقظون بشكل متكرر للتجول خلال المواقف التي يُتوقع فيها البقاء في مكانهم.

نقص الانتباه عند البالغين

يتميز نقص الانتباه لدى البالغين بصعوبة الحفاظ على التركيز، أو سهولة تشتيت الانتباه، أو العثور على صعوبة في تنظيم المهام. ويمكن أن يشمل أيضًا مشكلة في متابعة المحادثات، أو نسيان تفاصيل الروتين اليومي، أو المماطلة في المهام التي تتطلب جهدًا ذهنيًا مستمرًا. على عكس فرط النشاط، قد لا يكون نقص الانتباه مرئيًا من الخارج ولكنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة المهنية والشخصية للفرد.


التفريق بين الشقاوة وفرط الحركة وتشتت الانتباه

الفرق الأساسي بين فرط النشاط ونقص الانتباه والشقاوة أو سوء السلوك المتعمد يكمن في النية والسيطرة. السوء غالبا ما ينطوي على الاختيار؛ يختار الشخص الانخراط في سلوك وهو يعلم أنه مخالف للأعراف أو القواعد. في المقابل، غالبًا ما يشعر البالغون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه برغبة لا يمكن السيطرة عليها في الحركة أو عدم قدرة جوهرية على الحفاظ على الانتباه، على الرغم من بذل قصارى جهدهم أو رغبتهم في التصرف بشكل مختلف.
  1. الاتساق والسياق: أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه متسقة وموجودة في سياقات متعددة، في حين أن السلوك المشاكس أو التخريبي غالبًا ما يكون ظرفيًا أو ناجمًا عن أحداث معينة.
  2.  التأثير على الحياة: تؤثر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل كبير على جوانب الحياة المختلفة، بما في ذلك أداء العمل والعلاقات والأداء اليومي، بما يتجاوز مجرد إثارة المشاكل أو السلوكيات المعارضة.
  3. الاستجابة للهيكل والانضباط: على الرغم من أن الهيكل والانضباط يمكن أن يعدلا السلوك المشاغب، إلا أنهما غالبًا لا يعالجان بشكل كافٍ المشكلات الأساسية لفرط النشاط أو نقص الانتباه، والتي قد تتطلب علاجًا سلوكيًا أو دواءً أو تدخلات أخرى.

التشخيص الخاطئ وسوء الفهم

يمكن أن يؤدي سوء فهم هذه الأعراض إلى التشخيص الخاطئ أو الفشل في طلب العلاج. قد لا يدرك العديد من البالغين أن معاناتهم هي أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وينسبونها بدلاً من ذلك إلى الإخفاقات الشخصية أو قلة الجهد. بالإضافة إلى ذلك، قد تصنف التصورات المجتمعية هؤلاء البالغين على أنهم كسالى أو متهورين أو غير ناضجين، مما يزيد من حجب الحالة العصبية الأساسية.


خاتمة

إن فهم الاختلافات بين فرط النشاط ونقص الانتباه ومجرد الشقاوة أو القضايا السلوكية أمر ضروري لمعالجة التحديات الفريدة التي يواجهها البالغون الذين يعانون من هذه الظروف. يمكن للتشخيص والتدخل المناسبين تحسين نوعية الحياة بشكل ملحوظ، وتوفير استراتيجيات لإدارة الأعراض والاستفادة من نقاط قوتها. ومن الأهمية بمكان التعامل مع هذه الأعراض بالتعاطف والرغبة في الفهم، بدلا من التقصير في إصدار الأحكام على أساس السلوك وحده. يعد التعرف على علامات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين هو الخطوة الأولى نحو الحصول على الدعم والإقامة اللازمين، وكلاهما ضروري لعيش حياة منتجة ومرضية.
Next Post Previous Post